الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية عصام الشابي: هذه أسباب انسحابنا من التحالف مــن أجــل تونـس وهـذه حقيقة عـــلاقتـنـا بـحــركـة النهـضـة

نشر في  18 جوان 2014  (11:16)

المرزوقي لم يستطع أن يكون رئيسا لكل التونسيين

أحمد نجيب الشابي مرشحنا للرئاسية

يعتبر الأستاذ عصام الشابي  الناطق الرسمي للحزب الجمهوري من المناضلين المخضرمين الذين ناضلوا صلب الحزب الديمقراطي التقدمي الذي تغير إسمه بعد الثورة إلى الحزب الجمهوري لكنه يقول أنهم ظلوا متمسكين بنفس المبادئ والقيم.الشابي الذي استضفناه في حوار مطول هذا الأسبوع يؤكد أن الحزب الجمهوري مازال يدافع على نفس القيم ويلعب دورا محوريا في الساحة السياسية .وينفي ارتباط الحزب بحركة النهضة كما يكشف لنا في هذا الحوار عن أسباب انسحاب الجمهوري من الكتلة الديمقراطية ومن التحالف من أجل تونس.وعن سر غياب مية الجريبي ومواضيع أخر تقرؤونها في الحوار التالي.

الحزب الجمهوري من منافس على المرتبة الثانية في انتخابات 23 أكتوبر  إلى حزب يكاد يصبح تابعا ومهادنا لحركة النهضة؟
الحزب الجمهوري ليس حزبا مهادنا ولم يكن كذلك لا قبل الثورة ولا بعدها،ويكفيه شرفا أنه لعب بعد انتخابات 23أكتوبر دورا محوريا في الحياة السياسية فهو اول من أسس للمعارضة الديمقراطية بعد الثورة،وهذا الموقف لم يقتنع به حينها عديد الفصائل الديمقراطية التي ترددت في الانخراط  فيه ، وقد نجحنا صحبة فصائل أخرى وبفضل المجتمع المدني أن نعيد الكثير من هذا التوازن وأن ننجح  في مدة، وإن طالت نسبيا، إلى الانتهاء إلى توافقات كبيرة تؤسس لانتقال ديمقراطي سلس وإلى بناء أسس الدولة الديمقراطية .
لو تذكر لنا مساهماتكم في هذا البناء وأهم إنجازاته؟
نحن كحزب جمهوري كنا من الأصوات الصادحة وقد تمكنا مع زملائنا إلى التوافق حول دستور يرتقي إلى انتظارات الشعب التونسي، وأيضا إلى سن قانون انتخابي عادل ومتعدد وانتخاب هيئة مستقلة للانتخابات وتكوين هيئة وطنية لمراقبة دستورية القوانين،فضلا عن التوافق حول حكومة وطنية تقود ما تبقى من المرحلة الانتقالية.وقد كان للحزب الجمهوري صوت مسموع خلال كل هذه المعارك يدافع عن قناعاته .
لكن صوتكم بدأ يخفت وانسحاباتكم تتالت من كل التحالفات.فما أسباب ذلك؟
لا، هذا غير صحيح فنحن إلى اليوم مازلنا على عهدنا ومازال الحزب الجمهوري يستميت في الدفاع عن مطالب الثورة هادفا الى ضمان إنجاح المسار الديمقراطي والوقوف في وجه كل التهديدات التي تتربص به، ونحن في طليعة الأصوات التي تطالب  باحترام بنود الدستور وتنظيم الانتخابات في موعدها وتوفير المناخ السياسي لتكون الانتخابات نزيهة وشفافة وفي كل هذه المعارك كان صوت الجمهوري صوت الحكمة والعقل بعيدا عن كل أنواع التهريج والفوضوية واضعا المصلحة الوطنية فوق كل شيء ومسخرا كل طاقاته لخدمتها.
تقصد دون مصالح حزبية أو غايات انتخابية؟
لقد عرف عن الحزب الجمهوري خلال نضاله الطويل انحيازه لقضايا العدل والحرية  ونحن لم نلوث تاريخنا بالانخراط في صفقات سياسية لا قبل الثورة ولا بعدها، والحزب الجمهوري سعى بعد الانتخابات لا إلى  إلى بناء توازن سياسي فقط ،بل سعى أيضا إلى إقامة تحالفات وبناء أطر سياسية تساعد على تحقيق تلك الأهداف ومنها تحالف الاتحاد من أجل تونس والكتلة الديمقراطية التي سعينا إلى تأسيسها باعتبار أننا اكثر النواب عددا.
لكنكم انسحبتم من كل هذه التحالفات وهو ما خلف العديد من التساؤلات؟
نحن لسنا مسؤولين عن ذلك لأنه وبمجرد الانتهاء من الحوار الوطني شقت صفوف المعارضة خلافات سياسية حول الأهداف التي تطرح في جدول أعمالها في ما تبقى من مرحلة الانتقال الديمقراطي ،فمثلا الاتحاد من اجل تونس إطار فاقد لإرادة حقيقية لبناء جبهة انتخابية، و أصبحنا نسمع عن هيمنة حركة نداء تونس عليه ومحاولة نوظيف هذا الإطار خدمة لاستراتيجية هذا الحزب الخاصة، وخيرنا بعد تقييم الاتحاد من أجل تونس وبعد عمق الخلافات التي شقته الخروج منه لاقتناعنا بأنه إطار ميت لا يمكن أن يساهم في  تقوية المعارضة الديمقراطية بقدر ما يخدم حزب نداء تونس فقط .
ولعل الأحداث التي تلت  انسحابنا منه أكدت صحة قرائتنا لأن جبهة الإنقاذ الوطني توقفت عن اتخاذ أي موقف سياسي وأي مبادرة سياسية  ،وأصبحنا نسمع اليوم تذمر مكونات هذا الاتحاد  من تعطل نشاطه وتهديد بعض الأطراف بالانسحاب منه على غرار حزب المسار الذي اتهمنا بأننا نسعى لإدخال البلبلة في صفوف المعارضة الديمقراطية.
لكنكم انسحبتم أيضا من الكتلة الديمقراطية؟
 هذه الكتلة تأثرت بهذه الخلافات  وكفت منذ المصادقة على الدستور على أن تكون كتلة لها وزن في المجلس وأصبحت محل تجاذبات فخيرنا الانسحاب منها حتى نجنب أنفسنا معارك داخلية هامشية ونحن نعتقد أن وقتنا في الحزب الجمهوري أثمن من أن نضيعه فيها.ويؤسفنا اليوم أن نلاحظ أن الكتلة التي كانت تضم 35نائبا والثانية بعد حركة النهضة لا يتعدى أعضاؤها الـ15عضوا..
تريد إقناعنا بأن فك ارتباطكم مع كل التحالفات والقوى الديمقراطية نابع عن مبادئ في حين يرى البعض أن ذلك لا يعدو أن يكون مغازلة لحزب معين ترون أنه قادر على مساعدتكم لنيل المغانم في الانتخابات القادمة؟
لا، الحزب الجمهوري له خطة استراتيجية وقراءة للوضع السياسي  يحتم عليه بناء التحالفات أو فك الارتباط ونحن نستعد لدخول الانتخابات القادمة معولين على قوانا الذاتية وعلى رصيدنا النضالي الطويل وفي نفس الوقت نقيم حوارات مع أحزاب صديقة نتفق معها في الأهداف والمبادئ والحلول التي نقترحها لمعالجة الأزمة المتعددة الأبعاد .
هل يمكن أن تذكر لنا بعض هذه الأحزاب؟
بالتأكيد نحن بصدد المفاوضات مع حركة الشعب والتحالف الديمقراطي والتي تقدمت أشواطا كبيرة ،ونحن نأمل  أن نستكمل معهم تحالفا انتخابيا يعطي حظوظا أوفر للقوى الديمقراطية الحقيقية التي خبرتها البلاد في سنوات الجمر ومواجهة الاستبداد وكذلك في السعي الدؤوب لإصلاح الثورة والمسار الديمقراطي ويمكن لهذه المباحثات أن تلتحق بها أحزاب أخرى تكون عنصر تعديل وتوازن للحد من خطورة الاستقطاب الثنائي الذي يريد البعض ارتهان البلاد فيه.
رغم انسحابكم من الحوار الوطني إلا أنكم لم تخفوا تمسككم بتقديم الانتخابات الرئاسية عن التشريعية فما سبب ذلك؟
الحزب الجمهوري لم يعد طرفا في الحوار الوطني لكننا على اتصال مع أغلب الأحزاب في محاولة للبحث عن حل سريع للخروج من هذا المأزق ووضع حد لهذا الجدل العقيم، وحتى لا يتحول الخلاف حول أسبقية الرئاسية عن التشريعية أو التزامن إلى نقاش بيزنطي يبحث عن جنس الملائكة ويترك الأهم ألا وهو إنجاز الانتخابات قبل نهاية هذا العام .أما عن تمسكنا بتنظيم الانتخابات الرئاسية أولا فذلك ليختار التونسيون لأول مرة وفي انتخابات شفافة ونزيهة رئيسا للدولة ضامنا لعلوية الدستور وحاميا للاستقلال الوطني ووحدته لينتخب بعد ذلك مجلس الشعب الذي يستند إلى أغلبية برلمانية ونحن بتمسكنا بهذا الرأي فإننا لا نرتهن المسار الانتقالي برمته حول باقي الأطراف به بل سنسعى إلى إقناع باقي الفرقاء السياسيين بهذا التمشي لأننا نؤمن بأنّنا قانونيا ودستوريا سنقلب الأمور راسا على عقب.
هل مازال أحمد نجيب الشابي مرشحكم للرئاسيات القادمة؟
إن اختيار أحمد نجيب الشابي مرشحا للرئاسيات، وهوما ستقرره الهياكل المركزية للحزب، سيعطي دفعا جديدا للحزب وسيكون القاطرة  التي تدفعه لاحتلال مواقع جديدة  لكسب الأصوات في الاستحقاق الانتخابي  .
لماذا احمد نجيب الشابي  بالذات؟
لأنه يتمتع برصيد كبير من الاحترام لدى الرأي العام والتسليم له ببعد النظر ولأنه حريص على توحيد التونسيين وراء مشروع سياسي يرقى إلى تحقيق امالهم وطموحاتهم، وفي المقابل تعمل بعض الأطراف على محاولة النيل منه أو تقزيمه ووصفه بانه يسعى بكل السبل إلى كرسي الرئاسة، في حين أنه نذر حياته  لخدمة شعبه ووطنه عندما كان هؤلاء «يأكلون من جميع الموائد.»
غياب الأمينة العامة مية الجريبي عن المشهد السياسي يطرح العديد من التساؤلات؟
مية هي من تتحمل المسؤولية الأولى في النهوض بواقع الحزب وهياكله والاستعداد التام للتأقلم مع المرحلة الانتخابية وما يقتضي ذلك من إرساء الخطط ووضع البرامج واللجان المكلفة بذلك ومية هذه الأيام تجوب البلاد شرقا وغربا في سباق مع الزمن لتطوير جهاز الحزب وهي لذلك قليلة الظهور الإعلامي  وليس  وراء غيابها خلافات أو مواقف كما يعتقد البعض.
ما حقيقة خلافكم مع حزب المسار؟
حزب المسار حزب صديق وعريق جمعتنا به أيام نضال طويلة لكن  الخلافات التي برزت بيننا سواء قبل الثورة أو بعدها لن تؤثر سلبيا على العلاقات بين الحزبين .واليوم يبدو أن قرائتنا للمشهد السياسي تختلف، فنحن نرى أن الاتحاد من أجل تونس لم يعد الإطار المناسب لتوحيد جهود القوى الديمقراطية وانسحابنا منه كان  بناءا على التقييم في حين مازال المسار يصر على إبرام اتفاق مع نداء تونس ويتهمنا بأننا خيرنا مساندة حركة النهضة في حين أننا وبعض الأحزاب الديمقراطية نرى عكس ذلك لكن هذه الخلافات  لن تؤثر في  الجملة على العلاقات الجيدة بيننا.
البعض يتهم الترويكا وخاصة حركة النهضة بأنها من ساهمت في انتشار السلاح وظهور الإرهاب في بلادنا، ما تعليقكم؟
طبعا نحن في الحزب الجمهوري نحمل الترويكا مسؤولية انتشار العنف والإرهاب بسبب التراخي في مقاومة الإرهاب وقد كنا أول من طالب بالتصدي لهذه الظاهرة واخذنا الحكومات المتعاقبة على تقصيرها وتراخيها وحملناها مسؤولية ذلك ونحن اليوم نطالب حكومة مهدي جمعة بتوضيح خططها واتخاذ كل القرارات الكفيلة للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها.
كيف تقيمون أداء المنصف المرزوقي؟
باعتقادنا أداؤه كان يعتريه الكثير من الضعف ولم يستطع أن يكون رئيسا لكل التونسيين، ودخل في منزلقات ومطبات ما كان له أن يدخل فيها ولنا معه خلافات سياسية كثيرة لكننا أيضا ضد من يتخذ أخطاء الرئيس وضعفه مطية للمطالبة بإقالته قبل الانتخابات القادمة .

حاوره: عبد اللطيف العبيدي